الام مدرسة اذا أعددتها

أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك
شاعر مصري يعد من أعظم وأشهر شعراء العربية في العصور الحديثة، ومن اكبر شعراء العرب المعدودين في القرن العشرين .يلقب بـ "أمير الشعراء.
ولد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب 1287 هـ لأب کردي وأم من أصول ترکية وشرکسية. وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
وقد كان يملك نصيباً كبيراً من الثقافتين العربية والغربية.
بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت. ويعتبر شوقي من رواد حركة الشعر العربي المعاصر .وهو مؤسس المسرح الشعري . اذ لم يكن هذا اللون الأدبي معروفا في الادب العربي قبل شوقي. ومن مسرحياته الشعرية المشهورة( مجنون ليلى) و( كليوباترا) وغيرهما.ومن الأساليب الشعرية التي امتاز بها شوقي عن شعراء عصره انتهاجه لما يسمى ب( المعارضات الشعرية)* التي اظهر خلالها تفوقا شعريا يكاد لا يوازيه فيه شاعر اخر من معاصريه . وأشهر معارضاته تلك: معارضته لسينية البحتري ( صنت نفسي عما يدنس نفسي...) ومعارضته لنونية ابن زيدون( اضحى التنناءي بديلا من تدانينا) ومعارضته لميمية البوصيري( أمن تذكر جيران بذي سلم).وغيرها
اشتهر شعره كثيرا بين الناس وكان متنوع الأغراض من حكمة ووصف وغزل وغير ذلك من الإخوانيات والشعر الاجتماعي والديني، وامتاز بطول النفس الشعري وبانتهاجه للأسلوب الملحمي ونظم الملاحم الشعرية الطويلة .وكان من المعروف عنه انه لا يحسن إلقاء شعره ويفضل ان يلقيه غيره عنه في المناسبات بدلا منه ، ومن أولئك الذين عرفوا بإلقاء شعره عوضا عنه د. ابراهيم ناجي في اغلب الحالات. وكان شوقي فعلا من أولئك الشعراء القلائل جدا* المحظوظين الذين اشتهروا في حياتهم وحققوا شهرة يندر ان يوازيه فيها شاعر اخر في زمانه وكذلك اتسعت شهرته حتى بعد وفاته على كافة الأصعدة عربيا وعالميا حتى ترجم كثير من شعره للغات الانجليزية والفرنسية والإيطالية والأوردية والفارسية وغيرها .وبالتاكيد فان مما ساهم في شهرته كشاعر - غير فحولته الشعرية منقطعة النظير- هو قربه من وسائل الاعلام المصرية التي تزامن ظهورها مع بروز أسم شوقي كشاعر من صحف ومجلات ، فضلا عن بروز نجوم الغناء والفن المصري في زمانه ككوكب الشرق ومحمد عبدالوهاب ودرويش والسنباطي والقصبجي وغيرهم الذين لحنوا كثيرا من شعر شوقي وغنوه فالتقطته وسائل الاعلام من إذاعة وتلفاز واسطوانات ونحوها مما ساعد في انتشار شعره على نطاق واسع خلال زمن وجيز مقارنة بغيره من الشعراء المعاصرين له الذين لم يحظوا بما حظي به من شهرة في وقته !
ومن أشهر شعره الغزلي:
خدعوها بقولهم حسْناءُ
والغواني يغرهنّ الثناءُ
جاذبتني ثوبي العصيّ وقالتْ
انتم النَّاسُ أيها الشعراءُ
الى ان قال:
نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ
ومن شعره في الحكم او الوعظ قصيدته في المعلم الشهيرة( قم للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم ان يكون رسولا)
وقصيدته( الام مدرسة اذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق ) وغيرها.ومن شعره الاجتماعي وشعر المفاكهات قوله حين بشر بان زوجته أنجبت له ولدا فأطلق عليه اسم (علي)
وقال:
عليّ لو استشرْتٓ أباك قبلا
لكان الخيرُ حظَّ المستشيرِ
وما ضقْنا بمقدمك المفدّى
ولكن جءت في الزمنِ الاخيرِ
وشوقي يقصد هنا بالبيت الاخير ان ابنه لم ياته الا متأخراً لكون شوقي نفسه لم يتزوج الا مرة واحدة في حياته و في سن الكهولة وبعد ان تجاوز الخمسين من عمره.
ثم أردف بقصيدة اخرى قال في مطلعها:
صار شوقي ابا علي
في الزمان الترلّلي
ومن اكثر ما لقي شعره من شهرة وذيوعا وانتشارا هو قصيدته المسماه ب( نهج البردة) التي عارض بها الامام البوصيري في قصيدته ( البردة) التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقارب عدد أبياتها ١٢٠ بيتااو ما يزيد والتي يقول في مطلعها :
رِيمٌ عَلَى الْقَاعِ بَيْنَ الْبَانِ وَالْعَلَمِ
أَحَلَّ سَفْكَ دَمِي فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ
لَمَّا رَنَا حَدَّثَنِي النَّفْسُ قَائِلَةً
يَاوَيْحَ قَلْبِكَ بِالسَّهْمِ الْمُصِيبِ رُمِي
فاجأه الموت بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، فتوفي في 14 جمادى الآخرة 1351 هـ. المرافق عام ١٩٣٢ م رحمه الله!

مشكورعلى مواضيعك الاكثر من رائعه والمميزة..